المقدمة:
من استمسك بدينه أعزه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله .
لا صلاح إلا بالاستمساك به، ولا بقاء إلا لمن سار على نهجه، فما رأيت أمة تخلت على دينها وتركت تعاليمه إلا سامها عدوها الخسف والهوان ، وحل بها الذل والصغار.
وديننا الإسلامي لا يقبل الذلة ويأبى التبعية ويرفض الخنوع وسنة الله ماضية أن كل أمة تستبدل الضلال بالهدى والباطل بالحق لا تزال في تقهقر وانحطاط وتلاش واضمحلال وإذا هزمت الأمة في عقيدتها فقد غشيتها الذلة وما كان لها أن ترفع رأسا أو تحقق عزا ومن أبرز علامات ضعف الأمة أخذها بكل ما يساق إليها.
وإن لدى الأعداء بضاعة يقدمونها ويصدرونها إلى الضعاف وهي كل ما يسلب الأخلاق ويدمر القيم ويذل الأمة ويخدر شبابها ويميع أبناءها وكثيرا من الدويلات تظن نفسها من التحضر والتقدم بمكان بينما أبناؤها عبيد أرقاء شاءو أم أبوا تشهد على ذلك مدارسهم، ومناهجهم، ومكاتبهم، وبيوتهم، وأسواقهم ومجتمعهم، ومحاكمهم قوانين فرنسية ومحاكم دستورية فرنجية وتقليد للمستعمر في اللباس والقيافة وفي العمارة والتشييد وفي الكلام واللغة والاستهتار والانحلال وفي التخلى عن الروابط الاجتماعية والجرأة على المحرمات الشرعية.
لقد كان غزوهم شاملا في العقائد، والسياسة، والحكم، والاقتصاد، والتعليم، والإعلام، والتقاليد. هجوم من الخارج تارة ومن الداخل تارة أخرى فمن أبناء جلدتنا من هم أبواق للمستعمرين ودعاة للكافرين والملحدين.
ما هو تعريف الغزو الفكري :
الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً
انواع الغزو الفكري:
1- الغزو النصراني الصليبي.
2- الغزو الصهيوني.
3- الغزو الشيوعي الإلحادي.
الغزو النصراني الصليبي فهو اليوم قائم على أشده ومنذ أن انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين الغازين لبلاد المسلمين بالقوة والسلاح أدرك النصارى أن حربهم هذه وإن حققت انتصارات فهي وقتية لا تدوم، ولذا فكروا في البديل الأنكى وتوصلوا بعد دراسات واجتماعات إلى ما هو أخطر من الحروب العسكرية وهو أن تقوم الأمم النصرانية فرادى وجماعات بالغزو الفكري لناشئة المسلمين؛ لأن الاستيلاء على الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء على الأرض، فالمسلم الذي لم يلوث فكره لا يطيق أن يرى الكافر له الأمر والنهي في بلده، ولهذا يعمل بكل قوته على إخراجه وإبعاده ولو دفع في سبيل ذلك حياته وأغلى ثمن لديه، وهذا ما حصل بعد الانتصارات الكبيرة للجيوش الصليبية الغازية. أما المسلم الذي تعرض لذلك الغزو الخبيث فصار مريض الفكر عديم الإحساس فإنه لا يرى خطراً في وجود النصارى أو غيرهم في أرضه، بل قد يرى أن ذلك من علامات الخير ومما يعين على الرقي والحضارة، وقد استغنى النصارى بالغزو الفكري عن الغزو المادي لأنه أقوى وأثبت، وأي حاجة لهم في بعث الجيوش وإنفاق الأموال مع وجود من يقوم بما يريدون من أبناء الإسلام عن قصد أو عن غير قصد وبثمن أو بلا ثمن، ولذلك لا يلجأون إلى محاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة إلا في الحالات النادرة الضرورية التي تستدعي العجل كما حصل في غزوة أو غندة الباكستان، أو عندما تدعو الحاجة إليها لتثبيت المنطلقات وإقامة الركائز وإيجاد المؤسسات التي تقوم بالحرب الفكرية الضروس كما حصل في مصر وسوريا والعراق وغيرها قبل الجلاء.
أما الغزو الصهيوني فهو كذلك لأن اليهود لا يألون جهداً في إفساد المسلمين في أخلاقهم وعقائدهم، ولليهود مطامع في بلاد المسلمين وغيرها، ولهم مخططات أدركوا بعضها، ولا زالوا يعملون جاهدين لتحقيق ما تبقى، وهم وإن حاربوا المسلمين بالقوة والسلاح واستولوا على بعض أرضهم فإنهم كذلك يحاربونهم في أفكارهم ومعتقداتهم، ولذلك ينشرون فيهم مباديء ومذاهب ونحلاً باطلة؛ كالماسونية والقاديانية والبهائية والتيجانية وغيرها، ويستعينون بالنصارى وغيرهم في تحقيق مآربهم وأغراضهم.
أما الغزو الشيوعي الإلحادي فهو اليوم يسري في بلاد الإسلام سريان النار في الهشيم نتيجة للفراغ وضعف الإيمان في الأكثرية، وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة، فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية في روسيا والصين وغيرهما أن تلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان أو معدومي الإيمان وتجعلهم ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي الخبيث وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب، فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهم وأدبت بعضهم ببعض وسفكت دماء من عارض أو توقف حتى أوجدت قطعاناً من بني الإنسان حرباً على أممهم وأهليهم وعذاباً على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام وجعلوهم جنوداً للشيطان يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحياناً، وبالمدد والعون أحياناً أخرى، ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم فإنهم جميعاً يد واحدة على المسلمين يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين فالله سبحانه المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ما هي الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره؟
الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره كثيرة منها:
1- محاولة الاستيلاء على عقول أبناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية فيها لتعتقد أن الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب في كل شيء، سواء فيما يعتقده من الأديان والنحل أو ما يتكلم به من اللغات أو ما يتحلى به من الأخلاق، أو ما هو عليه من عادات وطرائق.
2- رعايته لطائفة كبيرة من أبناء المسلمين في كل بلد وعنايته بهم وتربيتهم حتى إذا ما تشربوا الأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم أحاطهم بهالة عظيمة من المدح والثناء حتى يتسلموا المناصب والقيادات في بلدانهم، وبذلك يروجون الأفكار الغربية وينشئون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربي أو الخاضعة له.
3- تنشيطه لتعليم اللغات الغربية في البلدان الإسلامية وجعلها تزاحم لغة المسلمين وخاصة العربية لغة القرآن الكريم التي أنزل الله بها كتابه والتي يتعبد بها المسلمون ربهم في الصلاة والحج والأذكار وغيرها، ومن ذلك تشجيع الدعوات الهدامة التي تحارب اللغة العربية وتحاول إضعاف التمسك بها في ديار الإسلام في الدعوة إلى العامية وقيام الدراسات الكثيرة التي يراد بها تطوير النحو وإفساده وتمجيد ما يسمونه بالأدب الشعبي والتراث القومي.
4- إنشاء الجامعات الغربية والمدارس التبشيرية في بلاد المسلمين ودور الحضانة ورياض الأطفال والمستشفيات والمستوصفات وجعلها أوكاراً لأغراضه السيئة وتشجيع الدراسة فيها عند الطبقة العالية من أبناء المجتمع ومساعدتهم بعد ذلك على تسلم المراكز القيادية والوظائف الكبيرة حتى يكونوا عوناً لأساتذتهم في تحقيق مآربهم في بلاد المسلمين.
5- محاولة السيطرة على مناهج التعليم في بلاد المسلمين ورسم سياستها، إما: بطريق مباشر كما حصل في بعض بلاد الإسلام حينما تولى [دنلوب] القسيس تلك المهمة فيها، أو بطريق غير مباشر عندما يؤدي المهمة نفسها تلاميذ ناجحون درسوا في مدارس دنلوب وتخرجوا فيها فأصبح معظمهم معول هدم في بلاده وسلاحاً فتاكاً من أسلحة العدو، يعمل جاهداً على توجيه التعليم توجيهاً علمانياً لا يرتكز على الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم وإنما يسير نحو الإلحاد ويدعو إلى الفساد.
6- قيام طوائف كبيرة من النصارى واليهود بدراسة الإسلام واللغة العربية وتأليف الكتب وتولي كراسي التدريس في الجامعات حتى أحدث هؤلاء فتنة فكرية كبيرة بين المثقفين من أبناء الإسلام بالشبه التي يلقونها لطلبتهم أو التي تمتلىء بها كتبهم وتروج في بلاد المسلمين، حتى أصبح بعض تلك الكتب مراجع يرجع إليها بعض الكاتبين والباحثين في الأمور الفكرية أو التاريخية. ولقد تخرج على يد هؤلاء المستشرقين من أبناء المسلمين رجال قاموا بنصيب كبير في أحداث الفتنة الكبرى، وساعدهم على ذلك ما يُحاطون به من الثناء والإعجاب، وما يتولونه من مناصب هامة في التعليم والتوجيه والقيادة، فأكملوا ما بدأه أساتذتهم وحققوا ما عجزوا عنه لكونهم من أبناء المسلمين ومن جلدتهم ينتسبون إليهم ويتكلمون بلسانهم، فالله المستعان.
7- انطلاق الأعداد الكثيرة من المبشرين الداعين إلى النصرانية بين المسلمين وقيامهم بعملهم ذلك على أسس مدروسة وبوسائل كبيرة عظيمة يجند لها مئات الآلاف من الرجال والنساء ، وتعد لهم أضخم الميزانيات، وتسهل لها السبل وتذلل لها العقبات: { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون } [الصف:8]. وإذا كان هذا الجهد منصباً على الطبقة العامية غالباً فإن جهود الاستشراق موجهة إلى المثقفين كما ذكرت آنفاً، وانهم يتحملون مشاق جساماً في ذلك العمل في بلاد إفريقيا وفي القرى النائية من أطراف البلدان الإسلامية في شرق آسيا وغيرها، ثم هم بعد كل حين يجتمعون في مؤتمرات يراجعون حسابهم وينظرون في خططهم، فيصححون ويعدلون ويبتكرون، فلقد اجتمعوا في القاهرة سنة 1906م، وفي ادنمبرج سنة 1910م، وفي لكنو سنة 1911م، وفي القدس كذلك في عام 1935م، ولا زالوا يوالون الاجتماعات والمؤتمرات، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.
8- الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم وتزهيد المرأة في وظيفتها في الحياة وجعلها تتجاوز الحدود التي حد الله تبارك وتعالى لها وجعل سعادتها في الوقوف عندها وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات بأساليب شتى وطرق متعددة إلى أن تختلط النساء بالرجال، وإلى أن تشتغل النساء بأعمال الرجال، يقصدون من ذلك إفساد المجتمع المسلم والقضاء على الطهر والعفاف الذي يوجد فيه، وإقامة قضايا وهمية ودَعَاوى باطلة في أن المرأة في المجتمع المسلم قد ظلمت وان لها الحق كذا وكذا ويريدون إخراجها من بيتها وإيصالها إلى حيث يريدون، في حين أن حدود الله تعالى واضحة وأوامره صريحة وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جلية بينة، يقول الله سبحانه وتعالى: { يا أيها النَّبيُّ قُل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراًَ رحيماً } [الأحزاب: 59]. ويقول سبحانه وتعالى: { وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلا لبعولتهنَّ أو آبائهنَّ أو آباء بعولتهنَّ أو أبنائهنَّ أو أبناء بعولتهنَّ } [النور:31]، ويقول: { وإذا سالتموهنَّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنَّ } [الاحزاب:53]. ويقول: { وقرن في بيوتكنَّ ولا تبرَّجن تبرُّج الجاهليَّة الأولى } [الأحزاب:33]. ويقول صلى الله عليه وسلم: « إياكم والدخول على النساء » قال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: « الحمو الموت » . وقال: « لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما » .
9- إنشاء الكنائس و المعابد وتكثيرها في بلاد المسلمين، وصرف الأموال الكثيرة عليها وتزيينها وجعلها بارزة واضحة في أحسن الأماكن، وفي أكبر الميادين.
10- تخصيص إذاعات موجهة تدعو إلى النصرانية والشيوعية، وتشيد بأهدافها، وتضلل بأفكارها أبناء المسلمين السذج الذين لم يفهموا الإسلام، ولم تكن لهم تربية كافية علمية، وخاصة في أفريقيا حيث يصاحب هذا؛ الإكثار من طبع الأناجيل وتوزيعها، في الفنادق وغيرها، وإرسال النشرات التبشيرية والدعوات الباطلة إلى الكثير من أبناء المسلمين.
اساليب الغرب في تفتيت الامه الاسلاميه:
لقد حاول اعداء الاسلام من اليهود و المشركين و الملحدين مرارا وتكرارا اضعاف الامه الاسلاميه وهدم كيانها منذ الحملات الصليبيه و التتاريه مرورا بالحملات والاستعمار الانجليزي و الفرنسى لبلاد المسلمين ولكن لعلمهم بانهم لا قبل لهم بمواجهة المسلمين وهم متحدون فلابد اذا من تفريقهم للسيطرة عليهم عملا بالمبدأ الاستعمارى الشهير "فرق تسد" فعمل الغرب جاهدا على تفريق المسلمين و تفتيت قواهم باكثر من اسلوب منها:
- الغزو العسكرى : عن طريق الاستعمار بالقوة العسكريه كما قلنا
- الغزو السياسى : عن طريق حياكة المؤامرات و الخدع السياسيه و المعاهدات الخبيثه التى استهدفت تفريق المسلمين
- الغزو الاقتصادى: عن طريق امتلاك ثروات الامه الاسلاميه وتحويل بلاد المسلمين الى سوق لمنتجات الغرب واصبحنا امه مستهلكه وليست منتجه وتحكم الغرب فى اقتصادنا تماما
- الغزو الاخلاقى: عن طريق الجنس و المخدرات و نشر اخلاقيات الغرب المنحلة
- الغزو الفكرى و العقائدى : وهو اخطر انواع الغزو لانه يعبث بالعقول ويغير المفاهيم ويغير العقيده ويقلب الحق باطلا و يقلب الباطل حقا وينشر افكار هدامة
واذا رجعنا الى نهاية القرن التاسع عشر سنجد ان اليهود قد عملوا بجد و اجتهاد لاقامة وطن لهم فى فلسطين وكان العقبة الوحيدة امامهم هى الخلافة الاسلاميه فى تركيا لان فلسطين كانت تحت حكم تلك الخلافه الاسلاميه فعمل اليهود بمساعدة انجلترا على تفتيت الامه الاسلاميه وفصل تركيا عن العرب و فصل العرب عن مسلمين اسيا و افريقيا واوربا
ونجح اليهود و انجلترا فى اسقاط الخلافه الاسلاميه بتركيا وتحويل تركيا الى دولة علمانيه
وذلك عن طريق عميلهم الخائن مصطفى كمال اتاتورك اليهودى الاصل وهو من يهود الدونمه وتظاهر بأسلامه وكان احد ضباط الجيش التركى فاحتضنته انجلترا وصنعت منه زعيما عن طريق جمعية الاتحاد و الترقى العلمانيه عن طريق بث افكار التحرر و التحضر ونبذ التخلف والرجعيه وحول تركيا كلها الى دولة علمانيه وتم الغاء اللغه العربيه والغاء تعليم القرآن والغاء الاذان من المساجد ونبذ الدين بالكليه وتهميشه وجعل الدين داخل المسجد فقط وفصل الدين عن الدنيا بالكليه..... وفى نفس الوقت وعلى التوازى تم بث فكرة القوميه العربيه فى نفوس و عقول العرب ولم يعد الاسلام هو الرابطه واصبحت العصبيه القوميه العرقيه عى التى تسيطر على الشعوب العربيه وتم فصل العرب عن كل مسلمين العالم وانتهى الاسلام من قبرص و اليونان و بلغاريا و رومانيا و يوغوسلافيا و المجر بعد ان كانت ولايات اسلاميه تحت حكم الخلافه الاسلاميه ....وتم تقسيم العرب الى دول منفصله كل دوله لها هويتها المستقله وتفرق المسلمون وتم طمس الهويه الاسلاميه تماما واصبحت كل دولة تبحث عن استقلالها وتبحث عن مصلحتها فقط ولم يعد لفلسطين صاحب فاعلنت انجلترا الانتداب على فلسطين وادخلت اليهود بالتدريج الى الاراضى الفلسطينيه حتى انتهى الانتداب عام 1948 وفى اليوم التالى تم اعلان دولة اسرائيل والمسلمون - اقصد العرب يتفرجون وتم ارسال بعض الجيوش العربيه القليله الضعيفه وكانت لقمه سائغه الاسرائيل.....واصبح اسرائيل لها كيان فى المنطقه وما زال العرب يتشدقون بكلمة القوميه العربيه مع انه لافضل لعربى على اعجمى الا بالتقوى وان اكرمكم عند الله اتقاكم ونما المؤمنون اخوه واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وضاع المسلمون واصبحوا يتبعون روسيا الملحده تارة وامريكا المشركه تارة اخرى واذلنا الله بعد ان كنا اعزة بالاسلام......والذى يتتبع تاريخ الامه الاسلاميه منذ عهد الخلفاء الراشدين الى الان يجد انه مر على الامه عصور قوة و عصور ضعف ولكن هذه المرة حدث شيئان لم يحدثا من قبل فى تاريخ الامه اولهما ان المسلمون اصبحوا بلا خليفه وهذا لم يحدث من قبل....والامر الثانى ان يتم تنحية شرع الله وكتاب الله والحكم بغير ما انزل الله وهذا لم يحدث من قبل فاصبح الذى يحكم المسلمين قوانين وضعيه غربيه ما انزل الله بها من سلطان وتركنا العمل بالقرآن الذى جعله الله منهجا ونورا مبينا
ولذلك فان الوضع هذه المرة اخطر بكثير من كل عهود الضعف السابقه واصبح دم الانسان المسلم رخيصا ولايتحرك احد لنصرة اخوانه المستضعفين ولم يتحرك احد لنجدة نساء المسلمين الاتى هتكت اعراضهم علنا على القنوات الفضائيه واصبح شيئا مألوفا مع ان فى الماضى كانت تسير الجيوش اذا تم مس انسان مسلم واحد.... واصبحنا نتسول على مائدة المفاوضات الغربيه فى غاية الذل و المهانة...مع ان قطرة دم الانسان المسلم اغلى عند الله من الدنيا وما فيها .......ثم بدأ اعداء الاسلام فى بث سمومهم لطمس الهويه الاسلاميه للفرد العادى وبدأ الغزو الفكرى و الاخلاقى فتم التركيز على المرأه التى هى نصف المجتمع وهى التى تربى الرجال وهى التى تحمل هم الدين على اكتافها فصور لها الغرب الاسلام على انه جمود و تخلف ورجعيه وسجن للمرأه وعليها ان تتحرر وتفك القيود واصبحت ترى الحريه والانطلاق فى حياة الغرب واصبحت المرأه الغربيه مثل اعلى لها فخلعت حجابها الذى فرضه الله عليها وضاع حياؤها ووصل الامر ان بناتنا اصبحن يدخنن الشيشه و السجائر بل و المخدرات علنا فى الشوارع ويخرجن من بيوتهن شبه عرايا كاسيات عاريات ويلبسن المايوه على الشواطىء ونعلم جميعا ان بيوت الازياء و الموضه العاليمه يمتلكها اليهود وكذلك الدعارة و المخدرات و البنوك الربويه .... ونست المرأه دينها ونست سير الصحابيات وضاعت القدوة وادخل اليهود صناعة السينما فى مصر لبث افكارهم وسمومهم من خلال قصص حب وهميه تصور للفتاة الحب الحرام على انه احلى ما فى الحياة وساعد ذلك على تحطيم مشاعرها قبل ان تبدأ حياتها الزوجيه مما ساعد على هدم الاسرة المسلمه .....مع ان الاسلام هو الذى كرم المرأه ووضعها فى اعلى المنازل وصان كرامتها وعفتها.........وتم التركيز على الشباب الذى هو عصب الامه واملها ونبضها فتم تدمير الشباب تماما .....والعبث بعقولهم وتغذيتها بافكار هدامه ومدمرة وبث روح الهيافه و الميوعه واصبحت اهتمامات الشباب تافهه من خلال وسائل الاعلام و الجرائد الصفراء واصبح شبابنا يتطلع الى الحياة الغربيه و يقلد الغرب تقليد اعمى فى السلوك و المظهر وضاعت سنة النبى (ص) وضاعت القدوة وطبعا اصبح الشباب لايستطيع النهوض بالامه ولايقدر على البناء و اختفت المواهب و الاختراعات واصبح الشباب فى شيخوخه مبكرة.......ودخلت علينا افكار مستجده و ضآله مثل الافكار الشيوعيه و الرأسماليه و الديمقراطيه و الاشتراكيه والعلمانية وللاسف فقد اتبعها وتأثر بها شريحة كبيرة من الناس اطلقوا على انفسهم المثقفون و المفكرون و المبدعون .... وللاسف ساهموا فى هدم الدين و الطعن فى الثوابت و الطعن فى القرآن و السنة المطهرة والاستهزاء باحكام الدين وتأثر الناس بكلامهم واصبح الدين يطعن من الداخل و ليس من الخارج فقط وكذلك دخلت الاسماء الجديده التى لاتنطبق على المسميات ولكننا اعتدنا عليها لكثرة ما تروج لها وسائل الاعلام وتتناولها فاصبحت تسمى الحق و الحلال بأسماء قبيحه و تسمى الباطل و الحرام باسماء جميله و براقه فمثلا اصبح الالتزام باحكام الاسلام يسمى رجعيه و تزمت وتخلف و اصبح خمار المرأه المسلمه يسمى خيمه و كفن واصبح الانحلال يسمى حريه شخصيه و اصبح الخمر يسمى مشروبات روحيه و اصبح الزنا يسمى زواج عرفى واصبح الربا يسمى فائده بنكيه و اصبح السفور و الخضوع بالقول و المشاهد الحرام تسمى فن و تمثيل وابداع تبث من خلاله السموم و الافكار المنحرفه واصبح قتل المسلمين يسمى تطهير عرقى واصبحت الشهادة فى سبيل الله تسمى خسائر فى الارواح واصبح العرى يسمى موضه واصبح السفهاء والساقطون يسمون نجوم و كواكب اما الملتزمون يسمون ارهابيون واصبحت اللحيه والنقاب تسمى اقنعة الارهاب واصبح الناس يتعاملون مع الاسماء دون مطابقتها على المسمى واصبحنا نعيش زمن حرب الاسماء وان هى الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان.....وتم تشويه المناهج التعليميه لطمس الهويه الاسلاميه تماما فتم حذف الكثير من احاديث الرسول (ص) والغزوات من مناهج الدين وحذف القصص الدينيه من منهج القرأه وتم ادخال مواضيع ومناهج تنشر الافكار الهدامة و الملحدة والتى تتعارض مع الدين وتم التركيز على التاريخ الفرعونى وغيرة وطمس التاريخ الاسلامى من مناهج التاريخ وكل هذا تحت مسمى تطوير التعليم .....ناهيك عما يحدث فى مؤتمرات المرأه و السكان من مهازل....!
وقد نجح الغرب ايضا فى فرض سيطرته الاقتصاديه تماما وامتلك اقتصادنا و تحولنا الى سوق لمنتجات الغرب واصبحنا مستهلكين لامنتجين واصبح يفرض قراراته علينا واصبح يتدخل فى شئوننا الداخليه ومن لا يملك قوته لا يملك قراره .....وبالتالى فرض الغرب حصارا اقتصاديا على كثير من بلاد المسلمين وتم تجويع شعوبها و منع الغذاء و العلاج عنهم بلا انسانيه.....واحيانا يلجأ الغرب الى رمى القمح بكميات هائله فى البحر ليرتفع سعره.....هل هذا تحضر؟ ........كما اصبح لامريكا قواعد فى كثير من البلدان الاسلاميه وتدخلت سياسيا و عسكريا فى الخليج تحت مسمى تحرير الكويت تارة و تحت مسمى محاربة الارهاب تارة اخرى.........وكل هذا الذل و الهوان لاننا تهاونا فى حق ربنا وتركنا شرع الله وتفرقنا واصبحت الدنيا هى همنا وابتغينا العزة فى غير الاسلام فأذلنا الله......ولا حول ولا قوة الا بالله................ولكن!
بالرغم من كل ما سبق وبالرغم من الصورة القاتمه هذا كله لم يكن لتثبيط الهمم و لم يكن لاضعاف العزيمه ولكن لتوضيح الحقائق ولمعرفة الاسباب الحقيقيه لما نحن فيه.........لان القرن العشرون كان زمن قلب وتزييف الحقائق وخلط الحق بالباطل والغزو الفكرى وقد نشأنا فى هذا القرن و نحن نحمل تركة ثقيله لاسوأ جيل فى تاريخ الاسلام واضعنا نصف عمرنا بل ربم عمرنا كله فقط فى محاولة استخلاص الحق من الباطل ورؤية الامور على حقيقتها هذه نعمه من الله سبحانه وتعالى ولمعرفة قدر اكبر نعمه من الله بها علينا وهى نعمة الاسلام وكفى بها نعمه.....فعلينا ان نعمل لحفظها واعادة الاسلام الى وضعه الطبيعى واعادة العزة و التمكين لامة الاسلام حتى لايستبدلنا الله فنحن خير امة اخرجت للناس...امه ستبقى الى يوم القيامه و لن تزول...أين عاد و ثمود و الملك النمروذ...أين الفراعنه...أين بابل و بختنصر...أين الفرس و الروم و الاغريق...أين ابرهه...أين التتار..أين نابليون..أين بريطانيا العظمى التى لاتغيب عنها الشمس...أين المانيا النازيه..أين ايطاليا الفاشيه...أين روسيا القيصريه ثم الشيوعيه...أين الجبابرة؟...سقوط مروع....وغدا انشاء الله سنقول اين امريكا و اسرائيل...انها سنة الله فى الكون والايام دول بين الناس واخبرنا الله ان الدولة الاخيرة ستكون للمسلمين...فليتنا يكون لنا دورا فى هذة الصحوة.....فنحن امة لن تموت ...امة وعدها الله بالنصر و التمكين...امه تحمل كلمة الله الاخيرة للعالمين...امه تريد الهدايه للناس اجمعين...امه معها منهج الله ودينه الذى ارتضى....امة اذا تمسكت بحبل الله فسيعزها الله وينصرها ....امة موعدها الجنه........!
فعلينا الا نضيع الوقت....فعلينا ان نعمل لخدمة الدين فعلينا الكثير من الواجبات وتجاه الدين و تجاه فلسطين و العراق والشيشان و كشمير و غيرها وهى كما يلى:
- التوبه النصوحه و الانابة الى الله وترك المعصية ومجاهدة النفس و الشيطان
- اصلاح النفس و المصالحة مع الله و الوصول الى اعلى درجات التدين والحرص على رضا الله وملء القلب بالخشوع و التقوى و الاخلاص لله
- اصلاح البيوت لتكون نواة للمجتمع الاسلامى السليم وليطبق الدين على مستوى الاسرة وتكون الاسرة فى خدمة الدين ولتخريج و تربية جيل يحب دينه ويحمل همه ويحمل الرايه من بعدنا
- ان تكون قدوتنا هى الرسول (ص) و الصحابة و الصحابيات ونخطو خطاهم
- اصلاح تعاملاتنا و اخلاقياتنا وعودة الحب فى الله ووحدة المسلمين
- الدعوة الى الله ونشر الوعى الدينى بين الناس من خلال الاسرة والاقارب والجيران و زملاء العمل وكل الدوائر المحيطه من خلال الكلمة و الشرائط و الانترنت ...مع استخدام هذه الوسائل لتصحيح المفاهيم الدينيه عند الناس بالطريقه الصحيحه وكذلك استخدام اللغه الانجليزيه فى مخاطبة الشعوب المسلمة والغير مسلمه التى لاتتكلم العربيه
- التفوق فى شتى مجالات الحياة و تنمية المواهب و تشجيع الاختراعات والاتقان فى العمل لعمل نهضه شاملة للمسلمين
- الجهاد بالمال وخاصة لفلسطين و العراق و الشيشان و كشمير وغيرها
- المقاطعه الاقتصاديه لكل ماهو يهودى او امركى او انجليزى وانعاش الاقتصاد المسلم
- الدعاء و التضرع لله لاخواننا المستضعفين فى كل مكان والدعاء على اعدائنا
- وحدة الصف المسلم وتنمية الاحساس بان المسلمين جسد واحد من اندونيسيا وماليزيا الى تركيا الى ايران الى نيجيريا والسنغال الى مصر و السعوديه و فلسطين و العراق و اليمن.......جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر و الحمى ......فكيف يكون القلب مصاب و العين لاهيه و كيف يكون الكبد متهالك و العقل غافل.......؟
علينا ان نعمل قبل ان ياتى يوما نسأل فيه ماذا فعلنا للاسلام؟
- علينا ان تصبح حياتنا كلها منظومه تسير على الصراط المستقيم
والله انى ارى النور و الامل فى عيون الشباب المتدين و المخلص و الغيور على دينه ...ارى الصحوة فى بناتنا العائدات الى الله...ارى الصحوة فى صلاة الفجر فى المسجد ...فى انتشار الحجاب....فى انتشار الشرائط الدينيه و الندوات.....فى ازدياد الوعى الدينى والانتماء.....
ارى شباب يريد ان يخدم دينه ويعز الاسلام وينصرة.. ارى بنات يردن ان يخرجن للامه رجالا كصلاح الدين و خالد بن الوليد...ارى بيوتا تبنى على الدين و تقوى الله من اول يوم....حتى وان كان الفساد يزداد بكثرة ويظهر على السطح ولكن الحق راسخ و التدين
يزداد بمعدل طيب....فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض....
هيا بنا نفك قيود الماضى وننطلق الى آفاق جديدة...ان الصحابة تحولوا فى اقل من خمسه وعشرون عاما من امه ترعى الغنم الى امه ترعى الامم و تحكم العالم....عندما امتلات قلوبهم بحب الله و الدين ووضعوا الدنيا تحت اقدامهم ففتحت لهم الدنيا على مصراعيها
....فقد تكون قضية فلسطين و العراق و غيرها هدية لنا من الله لنقف وقفه مع نفسنا بعد طول غفلة.....فعلينا بالجهاد بكل ما سخر الله لنا من امكانيات.....فأذا قدر الله لامتنا ان تنتصر بعد مائة عام...فما يدرينا لعلها تكون قد بدأت منذ خمس او عشر سنوات بهذه الصحوة الدينية التى نراها ولذلك علينا ان نعمل حتى ولو لم نرى هذا النصر و التمكين فى حياتنا ولكن ليراه اولادنا و احفادنا ولنكون خطوة على الطريق....فالسيدة خديجه لم ترى نصرالاسلام...والسيدة سميه اول شهيد فى الاسلام لم ترى النصر... وحمزة سيد الشهداء و مصعب بن عمير و شهداء احد لم يروا تمكين الله للدين ..وسعد بن معاذ...وجعفر بن ابى طالب...وكثير لم يروا النصر ولكن كانوا خطوة على الطريق....وما يدرينا لعل الله يعجل بالنصر لنراه فى حياتنا وتقر به اعيننا ويشفى صدورنا.......فلنجاهد و نعمل وتكون حياتنا كلها خدمه للدين ....ولنسأل الله الشهادة بصدق..حتى تكون خير ختام..ولنلحق بقافلة الشهداء الابرار التى تبدأ بسميه و حمزه ومصعب.....حتى محمد الدرة والشيخ احمد ياسين و الرنتيسى وغيرهم.................
الخاتمة:
كما ماهو موضح في البحث بان الوسائل كثيرة وكيفية تاثيرها على النفوس وكما قال بعض زعماء اليهود : (لقد نشرنا روح التحرر الكاذب بين الشعوب الغيورة لإقناعهم بالتخلى عن دينهم بل استطعنا تثبيت الشعور بالخجل من الإعلان عن تعاليم الدين وأوامره ونواهيه) فيا أمة الإسلام كسري هذه الأغلال وحطمي قيود الاستعمار.
فإن في ديننا الإسلامي غنية ورفعة قال تعالى { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } وقال تعالى أيضا { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون } أي شرفكم وعزتكم فلتكن أيها المسلم خلقك القرآن، ومنهجك الإسلام، وشريعتك وأحكامك الفرقان، ولتكن مميزا في لباسك وبيتك وسلوكك وفي كل شئون حياتك تظهر عليك علامات الإسلام وأمارات التقوى وصفات المسلم الذي يعتز بالقرآن ومثله وقدوته محمد عليه الصلاة والسلام .....